الى روح نزار بقلم ‘فاطمة الشريف’ تحكي على ماساه حومة و عايلة فقدت عريس ربي يتقبله شهيد
كبر في ساقينا … حومة كاملة تعرفو … يحب الناس لكل و الناس لكل تحبو .. أنا وحدة من الناس عييت نشريلو الحلوى من عند عم مختار عطار الحومة … و قعد يعيطّلي تاتا لين ولّى راجل و خذا الباك ..
في باكو فزعت حومة كاملة … كيما في طهورو بالضبط ..
نزار ناس لكل تحبو على خاطر ما تسمع من فمو كلمة عيب … هو الي يهز القفة للنساء الكبار .. و يقضيلهم من الخضار .. و هو الي يعاون كل من يستحقو في قضية .. تي حتى كي شرا البسكلات عملها كي التاكسي الجماعي … نهار كامل مركّب معاه الصغيّرات الي فاتهم وقت المكتب …
كبر بين ساقينا … و فرحنالو في كل فرحة تقول عليه واحد من العايلة … هو الي يجيب دعاء الخير لامو و بوه .. و كل ما يتجبد في قعدة من قعدات رجال الحومة يرحمو عالجوف الي تخبّط فيها …
نتفكّر كي خذا الباك و جا ينشد فيا :
“قلي تاتا شنوا نختار .. عاوني راني حترت و دليلي حتار”
قعدنا لوجوه الصباح ساهرين فوق العتبة انا و ولاد كلاسو الي خذاو معاه الباك .. ناس تحسب في السكور و ناس تخمم في البعد و القرب و فلوس البورس “
نزار سكت سكت و من بعد غزر و عينيه تلمع
قال بش نعمل أكاديمي نحمي تونس و نرد بالي عليها .. و زيد مستقبلها مضمون
قتلو اي اما تتعب
قالي نتعب تو و نرتاح من بعد و لكلو على خاطر تونس يهون
و كان العمل هكاكا .. حومة كاملة لمينا معاه دبشو و صبرنا امو الي جاها صعيب الفراق ..
انا وحدة من الناس عييت نعنق فيها ونقوللها تو يتعدى الوقت فيسع و هانا لكنا اولادك ..
تبكي شويا و تعمل عقلها شويا و تسكت
تعدات ليام
روّح نزار من الاكاديمي عروس … فرحان بالزي .. متبدّل شويا .. تعلّم يقلل الكلام و رزُن و كسب طبيعة الرجال …
اما باقي نزار الي نحبوه يعاون الناس لكل ..
كرهبتو كي شراها في رمضان عيا يوصّل بيها في حلو العيد متع الجيران للكوشة ..
و كي العادة ما تسمع كان الله يبارك ..
ايامات تعدات كي الحلم و جاني نهار ينشد فيا عالخطبة و العرس .. زغللت عينيا بالدموع . ولدي ولّى راجل و فرحتو قريبة ..
الحومة لكل فزعت في ملاكو ..
شبيك راهي فرحة نزار العزيز علينا ..
____________
منين جا بليس و عيّطت أمو هاك العيطة وقت شقان الفطر ؟
حتى حد ما يعرف .. فزعنا الجيران لكل .. عاري و لابس .. لكلنا نلوّجو في العيطة منين جات ..
قدام باب دار الملازم .. برك بوه في القاع يخبّط على صدرو و يصيح
“قتلو الملازم و فرحو مش لازم “
جرينا لامو نلقاوها مرمية في القاع .. نزار ماعادش هوني بش يعنقها .. و انا كلامي ماعادش يفيّقها ..
مش بش تصدّق الي هي مدة و تتعدى
شنيا مازلت نجم نقوللها .. و العزيز عليها قنصتو يد ما تعرفشي الرحمة .. يد ما تنجمش تكون يد انسان
ولا كي هوما قتلوه لواش قصان الراس لواش ينحيولو دبشو و يخليوه عريان .. لواش الغصّة في قلب امو و هي تحرك في حوسة عرسو … بين الحنة و العشاء و الكسوة و القفطان …
العزيز الغالي مش هوني ..
شكون بش يضحك لولاد الحومة و يوصّل الصغيّرات للمكتب ؟
شكون بش يصبّح عالكبير و الصغير التارزي و العطّار و المدّب ؟
شكون بش يوصّل الحلو متع الجيران ؟
نزار ماعادش هوني بش يعمل هاذم الكل … و بلاصتو فارغة في التصديرة .. نزار حرق قلوبنا عليه بعد ما قلنا قربت فرحتو الكبيرة ..
نحضّرو في رواحنا للصداق .. و حد ما قرا حساب الفراق ..
يجري عالاكاديمي بش يرتاح … ياخي لا شاف راحة و لا شاف افراح
عطاه ربي على قد قلبو موتة في رمضان و شهادة على صدرو و صدر الوالدين الي كبروه …
و كان علينا احنا ربي يصبرنا .. و انتوما رد بالكم تنساو السبب الي مات عليه نزار ..
رد بالكم ترخّصو تونس نهار …
رد بالكم تطيّحولها من قدرها قدام البلدان ..
تونس تعيش ديما الفوق .. عالية .. و أبيّة
الشهيد ماعطاش دمو بلا هدف … الشهيد خلّى وصيّة
بقلم فاطمة الشريف