بطل همــام …”
باركونا، أطلقوا زغاريدكم و هنّئونا …
نحن من لا نغمض عينا أمام شاشة التلفاز
نهدّد، نردّد، نندّد … ثمّ … ننام
و بين أحضان موطني جنديّ جريح في قبره ينام …
يا أيّها المسلم … أيّها البطل الهمام
حرّمت ثوبي و أكلي و شربي …
حرّمت حتّى حبوب الصّداع و مشروب الزكام
ألم يحرّم الإسلام قتل النفس … وقتل المسلم للمسلم ألف حرام …
ألست أنت من هدّدتني و طاردتني في غفوتي و في المنام …
و غيّرت ديني … و حرّمت صوتي و وعدتني بالختان
ثمّ إغتلت جنود وطني وهم صيام
ثمّ رجمتني و أمرتني بالنقاب و وعدتني باليتم و بالخراب …
ثمّ إحتفلت بالبطولة و بالرّجولة
و وجدت لإحلال قتلي من السبب آلاف الأسباب
و إتهمتني بالعهر و بالكفر
و وعدتني في كلّ يوم بالنار و بالعذاب
ثمّ قرّرت فأنزلت ما إخترت لي من عقاب
حتّى أنّك نصّبت نفسك إلاها
له النهي و له الأمر و له الحساب
و نسيت أنّ الله فتح للرّحمة بدل الباب ألف باب و باب
يا معشر الأبطال … عفوا … يا معشر الكلاب :
ألا تعلمون أنّه من السهل أن نأمن غدر الذّئاب
بنور قنديل زيت و بشعلة أعواد الثقاب
ظلّوا ما إستطعتم بعيدا عنّي …
فمن يعشق النفايات غير الباعوض و غير الذباب …
هلاّ رحلتم فقد مللت أصواتكم … و سئمت ما تطلقون من نباح
سمعت أنّكم تنتظرون … تتربّصون … تعدّون العدّة و السّلاح
من قرّر أنّ دمي و عمري مستباح
و من قرّر فينا أنّ الإسلام جهاد للنّكاح
ألستم منّا .. ألسنا منكم …
ألم نقتسم يوما نفس الفرح، و نفس العيد و حتّى الألم و الجراح …
كأنّ كلّ الذكريات إغتالها الطّعون و رحلت رمادا مع الرّياح
حتّى أنّ اليوم لم يعد يومي
و موطن الياسمين أصبح موطن الأشباح
حتّى صباحي لم يعد يحمل نفس رائحة الصباح
يعبق برائحة الحداد و غزو الجراد و مجالس اليتم و النّواح …
ألم نتعلّم في المدارس أركان العبادة …
و أنّ الإسلام إيمان و شهادة
كأنّ دينكم ليس ديني
كأنّي اليوم غيري
إنسان مصدوم لا يملك لا حيلة و لا إرادة
تريدون إستبدالي بمواطن غيري
و تزوير بطاقة الهويّة
تدوّنون عليها إسمي : كائن ناقص
عنواني : موطن النجاسة
يستباح شرائي و بيعي على عتبات سوق الرّق و النــّــخاسة
عذرا لنقص بلاغتي و الثقافة
فأنا غيركم : حلمي وطن جديد … به رقص و بع عيد
و أحلامكم توحيد بلاد الخلافة
تمتلكون الجواري و السّبايا
و تسلّمون النساء هدايا
و تعقرون الإبل إحتفالا … يا أهل الكرم و الضيافة
و لا تؤمنون لا بالعلم و لا الثقافة
و تشيّدون بلاد أعلام الدّجل و الخرافة
حيث أستسلم للغيبوبة فأنام
و أكتفي بإجترار حبوب الصّداع
و إحتساء مشروب الزكام
بقلم : ” حنان العوّادي